السواك من كتاب الطب النبوي من منظور معاصر, ص (91-94), الطبعة الأولى, 1438هـ – 2017 م, للباحث في الطب النبوي, الشيخ هاني صلاح آل دراز.

فوائد السواك (عود الأراك) ([1])

اهتم الدين الإسلامي بالنظافة والجمال اهتمامًا بالغًا، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»([2])، فشـرعت كثير من الأحكام التي تحافظ على نظافة الفرد والمجتمع.

ومن تلك الأحكام المحافظة على نظافة الفم والأسنان من خلال بعض الممارسات الشـرعية، ومنها استخدام السواك (عود الأراك)، وقد جاءت مجموعة من الأحاديث التي تندب إلى استخدام السواك في مناسبات متعددة ومستمرة.

وقد كشف العلم اليوم عن فائدة هذا السواك (عود الأراك)، وما له من مزايا وخصائص يتفوق بها على كل الأدوات المستخدمة اليوم في تنظيف الفم والأسنان، ومن هنا يتجلى وجه الإعجاز في الأمر باستخدام هذا العود العجيب.

وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضى الله عنه قَالَ, قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم»أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيَّ».([3]) رواه أحمد.

ولذلك كان يكثر النبي صلى الله عليه وسلم من الحث عليه، فعن أَنَسٌ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ»([4])رواه البخاري.

والسواك يرضي الرب ـ سبحانه وتعالى ـ ويطهر الفم، فعَنْ عَائِشَةُ رضى الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»([5]).رواه البخاري.

ومع انتشار الأمراض التي تصيب الفم  زادت الحاجة إلي وسائل علاج آمنة وفعالة ورخيصة الثمن.

والسواك كلمة عربية تعني قضيب تنظيف الأسنان وجدير بالذكر أن هناك (182نوعًا) من النباتات التي يمكن استخدامها لتنظيف الأسنان أفضلها  السواك.

فوائد السواك:

1- في دراسة أخرى أثبت أن مادة (بنزيل ايزو ثيوسيانات) المنطلقة من السواك تكون واقية كيمائيًا ضد التسوس وهذه المادة قاتلة لفيروسات الفم مثل فيروس الهربس كما أنها تمنع نمو وإنتاج الأحماض من بكتريا (ستربتوكوكاس ميوتانز) المسببة لتسوس الأسنان.

2- من مكونات السواك الأخرى المفيدة احتواء السواك على الكبريت في اليافه حيثُ أنها قاتلة للبكتريا وغنية بفيتامين (ج) وتساعد في التئام الجروح والأنسجة أما مادة (السيليكا) فهي تزيل الصبغات من على أسطح الأسنان أما مادة (تانين) فهي تقلل من التهاب اللثة وتمنع نشاط الإنزيمات التي ترسب مادة البلاك وتسبب التهاب اللثة.

3- من مكونات السواك الأخرى المفيدة احتواء السواك على مادة (الريزين) فهي ُتكون طبقة حامية على الأسنان لتحميها من التسوس, ومادة (سلفادورين) فهي قاتلة للبكتريا وتنبه نمو اللثة, أما الزيوت الموجودة في السواك فتنبه سريان اللعاب وتعمل كمادة واقية ضد التغيرات بنسبة الحموضة في الفم.

4- تركيب الكلور العالي يمنع تكون (ترسبات الكالسيوم) ويساعد في إزالة الاصباغ من أسطح الأسنان.

5- الباحث الألفي وآخرون فحصوا مشتقات السواك باستخدام ثلاث طرق كيمائية مختلفة فوجدوا لها تأثيرًا قويًا مضادًا للميكروبات (الستربتوكوكاس) والبكتريا العنقودية (ستافيلو كوكاس).

6- الباحثة ألماس وآخرون أثبتوا أن البكتريا المعوية (إنتيرو كوكاس) تموت في وجود السواك, وليس هناك فرق في التأثير المضاد للميكروبات بين السواك الطازج والذي تم قطعه من شهر.

7- في دراسة رائدة في غرب أفريقيا أثبت الباحث «نورتون» وآخرون نقص حدوث التسوس والبلاك في مستخدمي السواك عن غيرهم، والطعم القابض للسواك يزيد  إفراز اللعاب في الفم ويحافظ على درجة الأس الهيدروجيني (PH).

8 – الباحثة» سوفراتا «وآخرون أثبتوا أن مستخلص السواك ينبه الغدة النكافية لإفراز اللعاب مما يرفع (PH) وهذا التأثير يمنع ترسب البلاك بمنع الحموضة للبكتريا المسببة للتسوس.

9- العديد من الدراسات أثبتت أن السواك قلل التهاب اللثة وتَكون البلاك.

10- في دراسة شملت (خمسة عشر) متطوعًا أثبت الباحث العتيبي عام 2003م أن السواك قلل طبقة البلاك وقلل معاير اللثة وكان أكثر فعالية من الفرشاة وعند غسل الفم بمعاجين أسنان تحتوي على خلاصة السواك قل التهاب اللثة وقل النزف عند استخدام الآت عيادة الأسنان.

11- المستخلص المائي للسواك يمنع نمو فطريات «الكانديدا البيضاء» وربما يعود ذلك إلي احتواء السواك على كميات كبيرة من الكبريت.

كل هذه الفوائد  في بحث بعنوان: السواك وتأثيره على صحة الفم، الباحث: د/ حسن سليمان حلواني، عام2013م.

([1]) مختصر الإعجاز العلمي في الطب النبوي العلاجي, للمؤلف: هاني صلاح محمود.

([2]) أخرجه مسلم في (1) ك: الإيمان, (39) ب: تحريم الكبر وبيانه, رقم (91).

([3]) (حسن), أخرجه أحمد في مسنده (3/490), برقم: (16050)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم:(1376).

([4]) أخرجه البخاري في (11) ك: الجمعة, (8) ب: السواك يوم الجمعة, رقم (888).

([5]) أخرجه البخاري في (30) ك: الصوم, (27) ب: سواك الرطب واليابس للصائم.