ألية شاة أعرابية من كتاب الطب النبوي من منظور معاصر, ص (95-97), الطبعة الأولى, 1438هـ – 2017م, للشيخ هاني صلاح آل دراز الباحث في الطب النبوي.

عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضى الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا، أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ تُذَابُ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْـرَبُ عَلَى الرِّيقِ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ»([1]).رواه ابن ماجه.([2])

وفي رواية في مسند أحمد: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه،» أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا بِالصَّغِيرِ، يُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُذَابُ فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءٌ»([3])

وعَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَتَ مِنْ عِرْقِ النَّسَا([4])، أَنْ تُؤْخَذَ أَلْيَةُ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ([5])، لَيْسَتْ بِصَغِيرَةٍ، وَلَا عَظِيمَةٍ، فَتُذَابَ ثُمَّ تُجَزَّأَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُشْـرَبَ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى رِيقِ  النَّفَسِ جُزْءً» ([6]).رواه أحمد.

من وصايا الحديث النبوي هذا نستخلص بأن الألية يجب أن تكون لشاة أعرابية ويتم تقطيعها إلى أوصال صغيرة ثم تذاب ثم يقسم زيتها إلى ثلاثة أقسام ثم يشـرب كل قسم في يوم على الريق أي قبل تناول أي شيء قبله.

ما هو عرق النسا؟

عرق النسا «بفتح النون» هو مرض يصيب الإنسان فيقعده تقريبا عن الحركة بسبب آلام شديدة تقع في أسفل الظهر عند الورك الأيمن أو الأيسـر أو كلاهما.

جاء في فقه اللغة: عِرْقُ النَّسَا مَفْتُوح مَقْصُورٌ وَجَع يَمْتَدُّ من لَدُنِ الوَرِكِ إلى الفَخِذِ كُلِّها في مكانٍ منْها بالطُّولِ ورُبَّما بَلَغَ السَّاقَ والقَدَمَ مُمْتَدًّا([7]).

كما أثبت العلم الحديث أن للدهون من نوع((أوميغا ثلاثة» فوائد جمة في علاج التهابات الأنسجة العصبية؛ والتي هي السبب الثاني لآلام عرق النسا, وقد صدر كتاب متخصص في هذا المجال في سنة 1998م، ألفه جويل كريمر أستاذ الطب ورئيس قسم الروماتيزم في كلية الطب بنيويورك، ونشـر هذا الكتاب بعنوان الدهون الطبية والالتهابات, وصدر عن دار بركهاوزر فيرلاق ويحتوي الكتاب على تفاصيل واسعة عن الكيمياء الحيوية في موضوع علاج الالتهاب بالدهون من نوع «أوميغا ثلاثة» ([8]).

([1]) (صحيح), أخرجه ابن ماجه (31) ك: الطب, (14) ب: دواء عرق النسا, رقم (3463), وصححه الشيخ الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه, رقم (3463).

([2]) شرح محمد فؤاد عبد الباقي على سنن ابن ماجه: ش – (عرق النسا) عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. (ألية) في المنجد الألية ما ركب العجز وتدلى من شحم ولحم.

([3]) أخرجه أحمد  في مسند المكثرين من الصحابة, مسند أنس بن مالك رضي الله عنه, رقم (13295), قال شعيب: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

([4]) قوله: «عِرْق النَّسا»، قال ابن الأثير في «النهاية» 5/51: النَّسا بوزن العصا: عِرْق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. والأفصح أن يقال له: النَّسا، لا عِرْق النّسا. وقال ابن سِيدَه- كما في «لسان العرب»:- والنَّسا من الورك إلى الكعب، ولا يقال: عرق النسا، وقد غلط فيه ثعلب فأضافه. قلنا: في الحديث دليل على جواز تسمية هذا المرض بعرق النسا، خلافًا لمن منع هذه التسمية وقال: النسا هو العرق نفسه، فيكون من باب إضافة الشيء إلى نفسه، وهو ممتنع. والجواب عنه ما قاله ابن القيم في «زاد المعاد» «4/72 » من وجهين، أحدهما: أن العرق أعم من النسا، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص، نحو: كل الدراهم أو بعضها. والثاني: النسا هو المرض الحالُّ بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله وموضعه.

([5]) قوله: «ألية كبش عربي»، قال السندي: قيل: هو ما قلّت فضوله ولَطُفَ شحمه، ورَعْيُه يكون في البرِّ الحارِّ يرعى القيصوم ونحوه، وهذه تصلح للأعراب والذين يعرض لهم هذا المرض من يبس، وقد تنفع ما كان من مادة غليظة لزجة بالإنضاج والإسهال، فإن الألية تنضج وتلين وتسهل.

([6]) أخرجه أحمد  في مسند البصريين, حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ, رقم (20742), قال شعيب: صحيح لغيره.

([7]) فقه اللغة: (1/491).

([8]) ملخص للبحث الذي قدمه د. زهير بن رابح قرامي في مؤتمر الهيئة العالمية للإعجاز الذي عقد في دبي في عام رمضان 2004. قام باختصاره والإضافة عليه وتنسيقه واختيار الصور المناسبة فراس نور الحق.