(الحجامة) من كتاب الطب النبوي من منظور معاصر, (ص 18 – 28 ) للباحث في الطب النبوي , هاني صلاح آل دراز.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((الشِّفَاءُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ)). رواه البخاري.
وعَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ – أَوْ: يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ – خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ)). [متفق عليه، واللفظ للبخاري .
وعَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((إِنَّ أَفْضَلَ مَا ;تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ))، أَوْ ((هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ)).متفق عليه، واللفظ لمسلم.
فقد استخدمت الحجامة في عدد من الحضارات القديمة، منذ آلاف السنين قبل الميلاد عند الآشوريين وعند القدماء المصـريين وعرفها العرب في جاهليتهم، وأقرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على استخدامها، وفعلها ووصى بها أمته، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باستخدام الحجامة في حالات أوجاع الرأس الشديدة، وحالات الصداع النصفي (المعروف بالشقيقة)، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ)). رواه البخاري، وفي رواية عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: ((احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ شَقِيقَةٍكَانَتْ بِهِ)).رواه البخاري.
وحالات تهيج الدم نتيجة لارتفاع التوتر الشـرياني وزيادة عدد كريات الدم الحمراء، فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ; صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا هاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ، فَإِنَّ الدَّمَ إِذَا تَبَيَّغَ بِصَاحِبِهِ يَقْتُلُهُ)) رواه ابن جرير الطبري.
في حالات الالتواء العنيف للمفاصل وحالات الآلام الشديدة، فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما : ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ)) رواه النسائي وابن ماجه وأبو داود، واللفظ له.
وقد عرَّف النسيمي )الوثءَ، بقوله )هو التواء المفصل منذ تمطط الرُّبط حتى انقطاعها.
الأساس العلمي للحجامة:
بحث بعنوان: الأسس الطبية والعلمية للعلاج بالكاسات الرطبة (الحجامة): في ضوء الطب الحديث والطب النبوي.
المؤلفون: هاني صلاح محمود, مؤلف الكتاب، والمشرف على الموقع.
صلاح محمد السيد، منال محمد حلمي.
والبحث منشور في مجلة (الطب البديل والتكاملي) الأمريكية باللغة الإنجليزية، ويستهدف القارئ العالمي، والمثقف العربي، وطبقة الأطباء، والناطقين باللغة الإنجليزية.
El Sayed SM, Mahmoud HS and Nabo MMH.
Methods OF Wet Cupping Therapy (Al-Hijamah): In Light OF Modern Medicine and Prophetic Medicine.
Alternative and Integrative Medicine.
16-1: (3) 2 2013
** أهداف البحث:
قام الباحثون بالآتي:
*التعريف: بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالقرآن والسنة والطب النبوي، وخصوصًا الحجامة.
*عمل تحليل علمي مبني على الدليل للحجامة النبوية كما أخذناها عن الطب.
*سرد النظريات الطبية التي تفسر الأساس العلمي للحجامة.
*عرض نظريتنا الخاصة بطريقة عمل الحجامة من وجهة نظر الطب الحديث بما يتوافق مع صحيح الطب النبوي، مع سرد الأدلة العلمية على صحة نظرية طيبة.
*تفسير طبي وعلمي دقيق لدور الحجامة في علاج الكثير من الأمراض، والتي تختلف في أسباب نشوئها كارتفاع الضغط، والصداع، والآلام المختلفة، والتهاب الأنسجة الرخوة تحت الجلد، والالتهاب العضلي الليفي، والتهاب المفاصل الروماتويدى، ومتلازمة النفق الرسغي حيث تقوم الحجامة النبوية فيها جميعًا بإخراج المواد المسببة للأمراض؛ مما يسهل عودة الوضع الطبيعي للجسم، ويسهل دور الأدوية الطبية المعالجة.
*كما أثبتنا أن للحجامة دور في تقوية جهاز المناعة، وتخفيف الآلام عبر تنشيط إفراز المورفينات الطبيعية، وإزالة الالتصاقات المسببة للآلام، ومساعدة العلاج الدوائي لإنجاز الشفاء بفضل الله.
*مقارنة ما ورد في الطب النبوي والسنة الصحيحة بما توصل إليه العلم الحديث في المجال الطبي الوقائي والعلاجي.
ويخلص البحث إلي أن الحجامة النبوية الواردة في الطب النبوي تتم علي ست خطوات: تحديد المواضع علي الجلد، التعقيم، الشفط الأول، التشريط، الشفط الثاني، والتعقيم أخيرًا. وعند إجراء التحليل العلمي الدقيق لكل خطوات الحجامة النبوية وجدنا أنها تهدف إلي تنقية السائل الخلوي الموجود بين خلايا الجسم تحت الجلد، وتنقية الدم من المواد المسببة للأمراض والتي تختلف من مرض إلى أخر. فالدم يدور بكل أنحاء الجسم ذائبا فيه المواد المسببة للأمراض التي يصعب إخراجها عبر الكليتين والوسائل الإخراجية الطبيعية. وللجلد وظيفة إخراجية عظمى في الإفرازات الدهنية والعرقية عبر مساحة الجلد الواسعة كونه أكبر الأعضاء حجمًا وبه شبكة عظمى من الشعيرات الدموية. وعندما يدور الدم حاملاً معه المواد المسببة للأمراض ويصل إلي شعيرات الجلد الدموية فإنه يكون قريبًا وما يحمله إلى خارج الجسم ولكنه يكون ممنوعًا من إخراج كل ما به لأن الجلد نفسه له دور المانع الطبيعي وهنا يأتي دور الحجامة النبوية التي تعمل على ثلاث مراحل: مرحلة الشفط الأول، ومرحلة التشريط ثم الشفط الثاني.
ففي الأولي يحدث تجميع السائل الخلوي وما ينفصل عن الدم من سوائل ذائبًا بها المواد المسببة للأمراض (ترشيح الدم) في داخل الارتفاع الجلدي بداخل كاسات الشفط أثناء الحجامة مما يؤدي الي تجميع وتخفيف المواد المسببة للأمراض والآلام مثل: البروستاجلاندين، ومسهلات الالتهاب، والمواد الكيميائية المختلفة بعيدا عن الأماكن المؤلمة؛ فيقل الإحساس بالألم، كما يزداد إفراز الأفيونات الداخلية المانعة للألم مثل الإندورفين، والإنكفالين، والدينورفين؛ فيقل الإحساس بالألم حتى عند تشريط الجلد الذي يحدث في الخطوة التالية مباشرة.
كما تتجمع السوائل المجمعة داخل الارتفاع الجلدي (يكون لونها أحمر إلى أحمر داكن لكونها تحتوي أجزاء الخلايا الدموية المتكسرة، والتي يسمح حجمها بالمرور عبر ثقوب الشعيرات الدموية أثناء عملية الترشيح للدم الناتجة عن الشفط الأول للحجامة) وتتكون من السوائل المرشحة من الدم + السوائل بين الخلوية بما فيها من مواد ذائبة مسببه للأمراض + كريات الدم المتكسرة الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية (يحول الحجم الكبير نسبيا لكريات الدم السليمة دون فلترتها). وبزيادة الشفط يزداد حجم الارتفاع الجلدي حول شعيرات الجلد الدموية فيقل الضغط حولها (قانون بويل) فيزداد ترشيح الدم وتخليصه من السوائل وما يذوب بها.
والحجامة النبوية هي مجموع الحجامة الجافة + الحجامة الصينية. وعند تشريط الجلد يزداد افراز الأفيونات الداخلية فيقل الإحساس بالألم، ويتم فتح الحاجز الجلدي إيذانَا ببدء خروج السوائل المجمعة المحتوية على المواد المسببة للأمراض، ولكن ذلك يحتاج إلى الشفط الثاني؛ لإكمال الخروج التام لما تجمع داخل الارتفاعات الجلدية.
وإعجاز الطب النبوي في الحجامة يتجلى في قول الرسول الكريم ;صلى الله عليه وآله وسلم: ((شَرْطَةَ مِحْجَم)): حيث أنها هي سر الحجامة النبوية والخطوة الأهم؛ إذ بمجرد التشريط يتم فتح حاجز الجلد فتزداد وظائف الجلد الإخراجية؛ فيسهل وصول الشفط في الخطوة التالية إلى داخل الجلد لتنقية السائل الخلوي ثم من خلال شرط الجلد يصل الشفط الماص إلى حول الشعيرات الدموية فيزداد ترشيح الدم وتخلصه من السوائل وما يذوب بها من مواد مسببة للأمراض، وبمجرد التشريط يتم شفط كل ذلك للخارج في الكاسات، ويزداد تبعا لذلك ترشيح الدم في النهاية الشريانية والنهاية الوريدية للشعيرات الدموية؛ فتتم تنقية الدم على أكمل وجه بفضل الله – تعالى – ثم بفضل توجيه المعلم الناصح الأمين صلى الله عليه وآله وسلم. هذا العلاج الوحيد المعروف الذي يقوم بتنقية الدم والسائل الخلوي معًا أ ;وهو الحجامة النبوية.
نتائج البحث:
*استنتج الباحثون الكثير من جوانب الإعجاز العلمي والطبي في الحجامة النبوية التي توفر العناء وتكاليف العلاج غالية الثمن عندما تطرد مسببات الأمراض خارج الجسم وهذا خير وأنفع من إدخال الأدوية داخل الجسم لتتفاعل مع مسببات الأمراض.
*استنتج الباحثون تطابق حقائق الطب النبوي مع أحدث ما توصل إليه العلم الحديث والطب الأمريكي والعالمي.
*استنتج الباحثون أن الحجامة النبوية أصيلة المنشأ، ومنشؤها الطب النبوي؛ حيث حمتها من الانقراض أحاديث النبوة.
*استنتج الباحثون أن الحجامة النبوية لها تأثير مقلل للآلام وطارد لمسببات الألم والصداع ومخفف للالتهابات.
* وخلص الباحثون إلى استنتاج التفوق الكاسح للحجامة النبوية على العلاجات الطبية المتداولة في علاج الكثير من الأمراض: فعند علاج ارتفاع ضغط الدم تخرج الحجامة السوائل الزائدة المسببة لارتفاع الضغط، والمواد القابضة للأوعية الدموية، وعند علاج الالتهاب العضلي الليفي يقل الألم جدًا ويخرج في دم الحجامة المواد الكيميائية المرتبطة بالمرض وكذلك يتم تطهير السائل بين الخلوي منها، وعند علاج الالتهاب الروماتويدي بالحجامة يخرج في دم الحجامـة العامـل الروماتويدي المرتفع، والمستقبلات الذائبة للانترلوكين-2 وغيرها.
وعند علاج الالتهاب الخلوي بالحجامة يخرج في دم الحجامة البكتريا وسمومها، والسائل الخلوي المحمل بمواد مسببه للأمراض، وعند علاج الصداع بالحجامة يخرج في دم الحجامة مواد كيميائية زائدة في الدم أثناء نوبة الصداع مثل المادة بي والنيوروببتيد واي والعامل الوعائي النشط والبروستاجلاندين وغيرها.
وعند علاج آلام الظهر والرقبة، والانزلاق الغضروفي، وخشونة الركبة، ومتلازمة النفق الرسغي بالحجامة يخرج في دم الحجامة المواد الناشئة عن سبب كل مرض، والمرتبطة بالالتهاب الموضعي فيها والمؤدية للشعور بالألم مثل الانترلوكينات والبروستاجلاندين وميسرات الالتهاب والسائل الخلوي المحمل بكل هذه المسببات للالتهاب والألم بالإضافة إلى التأثير المورفيني الذاتي للحجامة وتقليل الضغط الخلوي الزائد المسبب للآلام، وكون السائل الحجامي المتجمع بعد الشفطة الأولى تحت الجلد يعمل كعازل للألم المنتقل عبر النهايات العصبية في الجلد التي يلامسها سائل الحجامة؛ فيقلل انتقال الألم عبره للمخ.
توصيات البحث:
من الأهمية بمكان تدريس الطب النبوي في الجامعات والمعاهد العلمية. يوصي الباحثون بتعميم استخدام الحجامة النبوية كعلاج رسمي للأمراض بالمستشفيات والمعاهد الطبية على يد أطباء مهرة وممارسين مؤهلين.
بعض الحالات التي تفيد فيها الحجامة:
تفيد الحجامة في: النقرس، والتهاب الغشاء المبطن للقدم، وخشونة الركبة، وآلام الظهر، والانزلاق الغضـروفي القطني، والروماتيزم، وضعف المناعة، وضعف الدورة الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب فم المعدة، والقولون العصبي، والأمراض النفسية، وعدم انتظام دقات القلب، وضيق الشـريان التاجي، ومشاكل الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط العين، التهاب اللوز، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب العصب الخامس والعصب السابع، وتنشيط الذاكرة والتركيز، ومراكز المخ، والقدم السكرية، والضغط المنخفض، والكدمات، ومشاكل ما بعد الكسور، والألم بصفة عامة، والثعلبة في الرأس، وارتفاع بعض الهرمونات وانخفاضها في الجسم، والدوار الحركي، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وفيروس سي، والجلطة بالمخ في البداية، والجلطة في القدم، وآلام الرقبة والأكتاف والصداع الكلي والصداع النصفي، وضعف التبويض عند النساء.